إنفلونزا الطيور تضرب مزارع تربية الدواجن في كاليفورنيا

إنفلونزا الطيور تضرب مزارع تربية الدواجن في كاليفورنيا

كان يتعين أن يكون شهر ديسمبر الماضي الأكثر ربحية بالنسبة لمزرعة "ليبرتي دكس" للدواجن في مقاطعة سونوم الأمريكية، وبدلا من ذلك، تواجه المزرعة، التي تعود لـ31 سنة مضت، فجأة احتمالية الإغلاق، وفق صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".

ونقلت الصحيفة عن جينفر ريتشاردت مالكة المزرعة القول "لم يكن هناك وقت جيد أبدا لوقوع هذا الأمر، ولكن وقوعه خلال فترة العطلات كان أمرا صعبا بصورة خاصة"، وأوضحت أن المزرعة تواجه تفشيا للإصابة بإنفلونزا الطيور، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وخلال ديسمبر الماضي، كانت المزرعة واحدة من ضمن 9 مزارع في مقاطعة سونوما التي تفشى بها مرض إنفلونزا الطيور شديد العدوى، ونتيجة لذلك، اضطر مربو الدواجن في المقاطعة للقضاء على أكثر من مليون طائر ومحاولة وضع قطعانهم قيد الحجر الصحي لكبح تفشي المرض.

ويذكر أن تفشي المرض مستمر منذ 2022، ولكن ارتفاع وتيرته خلال ديسمبر الماضي يعني تناقص إمدادات الدواجن للمطاعم الإقليمية في المنطقة، وحذر الخبراء من أن ذلك قد يكون مجرد بداية تصاعد لانتشار المرض في كاليفورنيا.

وقال رئيس اتحاد الدواجن في كاليفورنيا بيل ماتوس "المطاعم تبحث عن المنتج".

وأضاف ماتوس أن المرض لم يؤثر بعد على الأسعار والإمدادات في أنحاء الولاية، في ظل الدواجن المتاحة من مقاطعات أخرى ومن خارج الولاية، ولكن المطاعم والمتاجر وتجار الجملة الآخرين، الذي يفضلون المصادر المحلية، بدؤوا فجأة في رصد تراجع إمداداتهم.

وأوضح: "الجميع يعملون على التوصل لما يمكن القيام به لمنع توسع نطاق الضرر".

وتقوم مزرعة ليبرتي دكس بتزويد مطاعم باي إريا وأكثر من 200 من تجار الجملة بالبط، وقالت ريتشاردت إنه بسبب وضع مواقع الشركة قيد الحجر الصحي، لا يمكن أن تبدأ المزرعة في إنتاج جديد.

وأضافت "أعمالنا سوف تتوقف لما لا يقل عن شهرين حتى رفع الحجر الصحي أو العثور على مواقع أخرى".

وقال بيتسكي "الحيوانات البرية يمكن أن تجلب هذا الفيروس إلى المزارع لأن الفيروس معدٍ للغاية".

وقال ماتوس إن المربين يحاولون الحفاظ على سلامة قطعانهم من خلال ممارسات الأمن البيولوجي، التي تتطلب تنظيف الأحذية قبل دخول العاملين للمزرعة لمنع البراز من تلويث المنطقة أسفل الحذاء.

مع ذلك، فإن مزارع الدواجن في شمال كاليفورنيا تضررت بصورة خاصة من الفيروس خلال ديسمبر الماضي.

وأضاف ماتوس "لست متأكدا ما إذا كانت سلالة أكثر شراسة"، وأوضح "توقع القطاع أن يظهر الفيروس ويصيب الطيور ولكننا لم نكن نتوقع أن يصيب هذا العدد الكبير".

ووفقا لوزارة الزراعة، فإنه ثبت إصابة 11 قطيعا في كاليفورنيا بالفيروس خلال الـ30 يوما الماضية، ما أثر على أكثر من 3ر3 مليون طائر.

وفي مقاطعة سونوما، كان الضرر كبيرا، وقد ضرب الفيروس 9 مزارع في مقاطعة سونوما، ما تطلب القضاء على أكثر من مليون طائر لمنع تفشي الفيروس، وفقا لما قالته سلطات المقاطعة.

وما زال لم يتضح تأثير الفيروس في المقاطعة والمنطقة، ولكن المسؤولين قلقون من إمكانية امتداد التداعيات بين المزارع المتضررة والعاملين والمطاعم والأسواق التي تعتمد على بيض ولحوم المزارع بالإضافة إلى الوظائف.

ووفقا لإدارة الأغذية والزراعة في كاليفورنيا، فإن هناك 5 مقاطعات في كاليفورنيا وهى فريسنو مارين وميرسيد وسان جواكين وسونوما، لديها حالات إصابة نشطة بإنفلونزا الطيور.

ويمكن أن تمثل إنفلونزا الطيور ضررا مضاعفا للأعمال مثل ليبرتي دكس، التي ما زالت تتعافى من جائحة كورونا.

وقالت ريتشاردت "بعد جائحة كورونا، كنا نعاني بالفعل من ضائقة مالية، مرض إنفلونزا الطيور يمكن أن يكون بمثابة الضربة القاضية".

وتشعر شركات الدواجن بتداعيات تفشي إنفلونزا الطيور منذ فبراير 2022، عندما رصدت وزارة الزراعة الأمريكية الفيروس ضمن قطعان تجارية وفي المزارع.

ومنذ ذلك الحين، تأثر أكثر من 79 مليون طائر في أنحاء الولايات المتحدة في 47 ولاية، وفي كاليفورنيا، ألحق الفيروس أضرارا بـ37 قطيعا تجاريا و22 قطيعا في مزارع بإجمالي 4ر5 مليون طائر، وفقا لقطاع تفتيش صحة المزروعات والحيوانات بوزارة الزراعة.

وبعد مرور ما يقرب من عامين على بدء التفشي، لم تمر جائحة إنفلونزا الطيور مرور الكرام على المستهلكين أيضا.

ففي العام الماضي، أدى تفشي الفيروس إلى ارتفاع أسعار البيض بصورة كبيرة في أنحاء البلاد، ففي يناير 2023، قفز سعر 12 بيضة كبيرة إلى 37ر7 دولار، مقارنة بـ 35ر3 عام 2022.

وقالت وزارة الزراعة الأمريكية إنه على الرغم من أن الطلب على البيض كان يتصاعد في ديسمبر 2022، فإن إنفلونزا الطيور كانت تقلص الإمدادات، ففي الأسبوع الأخير من هذا الشهر، كان البيض أقل بنسبة 29% مقارنة ببداية 2022.

ويشار إلى أن تفشي إنفلونزا الطيور شديد العدوى يعد أمرا شائعا خلال هذا الوقت من العام بسبب أنماط هجرة الطيور البرية، التي تحمل الفيروس أثناء تحليقها من القطب الشمالي إلى كاليفورنيا، وفقا لما قاله الأستاذ المساعد في مدرسة يو سي دافيس للطب البيطري الطبيب موريس بيتسكي، الذي تركز أبحاثه على المرض.

وللأسف، فإن نفس المناخ والجغرافيا الذي يجعل تربية الدواجن نشاطا شهيرا في بعض المناطق، هو ما يجذب الطيور البرية مثل البط والإوز، التي تحمل الفيروس معها إلى الولاية، ويمكن أن ينتقل الفيروس من حيوان لآخر عن طريق اللعاب والمخاط والبراز.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية